لقد رأيتُني لو رفعتُ حجرًا لوجدتُ تحته فضة وذهبا"

هكذا يتكلم عن نفسه مخبرًا عن فضل الله عليه؛ سيدُنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، كان من أكثر الصحابة الكرام ثراءً وبذلًا واجتهادًا، عاش مناصرًا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبًّا له ولدينه.
وحين آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين وبين الأنصار؛ تأسيسا للمجتمع المسلم على التكافل والتناصر والمحبة والإيثار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وسعد بن الربيع رضي الله عنه.
"قال سعد لعبد الرحمن: أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالًا؛ فانظر شطر مالي فخذه!! ولي زوجتان؛ فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلقها، وتتزوجها..! فقال له عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلُّوني على السُّوق.
وخرج إلى السوق، فاشترى، وباع، وربح؛ حتى صار من أكثر المسلمين مالًا. فهذا الموقف يكشف لنا عن مدى حرص الصحابي على العمل وألا يكون عالة على غيره، رغم كونه في أمس الحاجة للدعم المالي؛ ولذلك بارك الله له في ماله. لم تمنعه أمواله الكثيرة من أن يكون واحدًا من العشرة الذين بشَّرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم من أهل الجنَّة
Comments